أمير الكويت يترك إرثا سياسيا حافلا بالأحداث التاريخية
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

أمير الكويت يترك إرثا سياسيا حافلا بالأحداث التاريخية

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - أمير الكويت يترك إرثا سياسيا حافلا بالأحداث التاريخية

أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الصباح
الكويت - العراق اليوم

بألقاب "عميد الدبلوماسية" و"حكيم عرب" و"أمير الإنسانية"، كان لأمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الصباح الذي توفي يوم الثلاثاء عن عمر 91 عاماً، سجل عربي ممتد، ومسيرة سياسية حافلة بالأحداث التاريخية والوساطات في أخطر أزمات بلاده والمنطقة، إذ عرف خلال عقود مسيرته بكونه وسيطاً موثوقاً به من قبل الدول الإقليمية والمجتمع الدولي.

وقبل تسلمه مقاليد الحكم رسمياً في يناير (كانون الثاني) عام 2006، قضي الشيخ صباح عقوداً في أروقة الدبلوماسية والسياسة خلال عهدي أخيه غير الشقيق جابر الصباح وابن عمه سعد الصباح، وتولى عدداً من المناصب، أبرزها وزير الخارجية والإعلام، ونائب رئيس مجلس الوزراء، ليعين رئيساً لمجلس الوزراء العام 2003.

الشيخ صباح في سطور

ولد الأمير الراحل في الـ 16 من يونيو (حزيران) 1929، وهو نجل حفيد الشيخ مبارك الصباح، مؤسس الكويت الحديثة، تولى أول منصب حكومي له عام 1962، حين كان عمره 33 عاماً، قبل أن يصبح وزيراً للخارجية في العام الذي يليه، في منصب حمله لأربعة عقود، ليخرج منه لبضعة أشهر ثم يعود للمنصب ذاته. 

ففي أبريل (نيسان) 1990 جرى تأليف حكومة جديدة لم يكن عضواً فيها، بعدما شعر بعض الكويتيين أن دوره خلال غزو العراق كان يمكن أن يكون أكثر قوة، لكنه عاد للحكومة اللاحقة التي ولدت في أكتوبر (تشرين الأول) 1992. ولم يحد هذا الأمر من طموحات الوزير الذي أصبح رئيساً للوزراء في 2003، ما قرّبه خطوة إضافية من سدة الحكم.

الشيخ صباح هو الأمير الـ 15 للكويت التي تحكمها أسرته منذ 250 سنة، وساعد بلاده في تخطي تبعات غزو العراق، وانهيار الأسواق العالمية، والأزمات المتلاحقة داخل مجلس الأمة الكويتي والحكومة وبين أبناء بلاده. فخلال سنوات حكمه الأولى عاشت الكويت استقرار مالياً كبيراً مع تجاوز ثروة الصندوق السيادي 600 مليار دولار، للمرة الأولى بفضل أسعار النفط، لكن انهيار الأسعار في 2014 سبّب عجزاً في الموازنات الكويتية، ما دفع الحكومة إلى رفع أسعار الوقود وكلفة الخدمات.
وفي سبتمبر (أيلول) 2019، أجرى الأمير الراحل فحوصاً طبية في الولايات المتحدة ما تسبب بإلغاء لقائه مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب. وللشيخ صباح، الذي كان يهوى الصيد وتمضية الإجازات في منغوليا، ثلاثة أبناء، اثنان منهما على قيد الحياة، أحدهما رجل أعمال والآخر وزير دفاع سابق.

عقود من الوساطات والدبلوماسية النشطة

ينظر إلى الأمير الراحل على أنه مهندس السياسة الخارجية الحديثة لدولة الكويت، كما امتازت مسيرته بجهود متواصلة في حل الأزمات التي سبق أن عصفت بمنطقة الخليج، استحق بفضلها أن يلقب بـ "عميد الدبلوماسية العالمية وحكيم العرب"، كما أبرز دور الكويت في العمل الخيري الإنساني في عهده، لتلقبه الأمم المتحدة بـ "أمير الإنسانية وقائد العمل الإنساني"، حيث جعل الكويت في عهده "مركزاً للعمل الإنساني"، واستضاف أكثر من مؤتمر دولي للمانحين لدعم الأوضاع في بلدان الأقليم المتأزمة.

وخلال عمله على رأس وزارة الخارجية لأربعة عقود، نسج علاقات وطيدة مع الغرب، خصوصاً مع الولايات المتحدة التي قادت الحملة العسكرية لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي عام 1991، وكان من جانبه يقود الحملة الدبلوماسية لبلاده لإخراج العراق منها.

وبرز في وقت لاحق كوسيط بين دول مجلس التعاون الخليجي وإيران، كما لعب دوراً في الوساطة عام 2014 لحل الخلافات بين الدول الخليجية، ونجح في إنهاء أزمة سحب كل من السعودية والإمارات والبحرين سفراءها من الدوحة في ذلك الحين. ومنذ إعلان دول الرباعي العربي (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) قطع علاقاتها مع قطر في يونيو (حزيران) 2017، أجرى الأمير الكويتي سلسلة لقاءات واتصالات مكوكية بين دول الرباعي العربي وقطر من أجل رأب الصدع.

وبالرغم من تقدمه في السن، ظل الأمير منخرطاً إلى حد كبير في الأعمال اليومية والسياسة الإقليمية والدولية، وحضر في نهاية مايو (أيار) 2019 ثلاث قمم خليجية وعربية إسلامية في مكة، استمرت أعمال كل منها حتى ساعات الصباح. ودعا خلال هذه القمم إلى نزع فتيل الأزمات الإقليمية، وخفض التصعيد في الخليج، بينما كانت التوترات تزداد بين إيران والولايات المتحدة وتوحي بحرب قريبة، داعياً إلى أن "نعمل بكل ما نملك ونسعى إلى احتواء ذلك التصعيد".

وخلال الأشهر الأخيرة من حياته، قاد الأمير جهود بلاده لمواجهة فيروس كورونا المستجد، وكانت الكويت من أولى دول الخليج التي اتخذت إجراءات غلق صارمة لمنع انتشار الوباء الذي أصاب أكثر من 100 ألف من سكان البلاد، وتسبب في 600 وفاة.

كما اتبع الشيخ صباح سياسة مستقلة، ما ساعد في تحصين سمعته الإقليمية وصقلها، بالرغم من الأزمات في بلاده. 

 وقد يهمك أيضا

تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد

بيان رسمي من الكويت بعد أنباء عن وفاة أمير البلاد

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمير الكويت يترك إرثا سياسيا حافلا بالأحداث التاريخية أمير الكويت يترك إرثا سياسيا حافلا بالأحداث التاريخية



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 01:01 2018 السبت ,28 تموز / يوليو

رباب يوسف تؤكد أن الطبيعة تجذب السياحية

GMT 21:04 2017 الأربعاء ,12 تموز / يوليو

سداسي براعم الشباب ينضمون لمعسكرين إعداديين

GMT 14:05 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

إتيكيت حجز الفنادق ومراعاة كافة شروط السكن فيها

GMT 10:13 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتماد إنشاء أكاديميتين للعربية والإنجليزية في نجران

GMT 04:55 2018 الأربعاء ,11 تموز / يوليو

طريقة عمل مكياج مكتمل ومثالي بدون "كريم أساس"

GMT 23:49 2018 الإثنين ,09 إبريل / نيسان

تسريب أول صورة لـ"لكزس ES 2019" الجديدة كليا

GMT 21:54 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

معتز هوساوي يوضح أسباب الخسارة من النصر

GMT 01:18 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

رباح يؤكد أن محاولات تصفية القضية الفلسطينية فاشلة

GMT 01:35 2016 الأربعاء ,20 إبريل / نيسان

الليمون علاج سحري للكثير من مشكلات البشرة

GMT 15:06 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

أحجار الياقوت الثمينة تُغلف عطر مايكل كورس الجديد
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq